
المجلة البرلمانية لمجلس المستشارين العدد 1
في إطار تعزيز التواصل المؤسساتي والانفتاح على الرأي العام الوطني ومختلف الفاعلين في تدبير الشأن العام، لم يذخر مجلس المستشارين جهدا من أجل تعزيز منظومته التواصلية، وتكريس هويته كمؤسسة تشريعية، وأيضا كمركز للخبرة، وحاضنة للنقاش العمومي التعددي حول القضايا الوطنية الكبرى التي تستأثر بالاهتمام وتحظى بالأولوية في المشروع التنموي لبلادنا تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
وفي هذا السياق، وتفعيلا لمخططه الاستراتيجي الذي اعتمده مكتب المجلس للفترة الممتدة من 2024 إلى 2027، تقرر إحداث مجلة ناطقة باسم مجلس المستشارين تحت عنوان "مجلة مجلس المستشارين"، كمبادرة رائدة تهدف إلى تسليط الضوء على أعمال المجلس المرتبطة بوظائفه الدستورية، وتعزيز الحوار حول القضايا الوطنية والدولية، وتوفير فضاء للنقاش الرصين المستند إلى المعطيات الموضوعية، في ضوء ما يزخر به المجلس من أعمال ونقاشات عميقة وما يوفره من قاعدة بيانات واسعة تطال مجمل مناحي الحياة العامة من زوايا ومقاربات متباينة ومتكاملة في نفس الوقت بحكم التركيبة المتفردة لمجلس المستشارين.
وإن الطموح الكبير الذي يحذونا في إطلاق هذا المشروع هو أن تكون المجلة منبرا صحفيا حرا ومرجعا إعلاميا موثوقا يعكس، بموضوعية ومنهجية علمية، دينامية عمل مجلس المستشارين في مجالات التشريع ومراقبة العمل الحكومي وتقييم السياسات العمومية التي راكم فيها المجلس خبرات مهمة وتجارب ناجحة تستحق إبرازها وإعطائها ما هي جديرة به من اهتمام ومتابعة علمية.
كما نسعى من وراء ذلك إلى الوفاء بالالتزام الدستوري المتعلق بتسهيل الولوج إلى المعلومة البرلمانية وإشراك مختلف الشرائح والفئات المجتمعية في متابعة ومواكبة القضايا المطروحة للنقاش داخل مؤسستنا التشريعية.
وإيمانا بأهمية استثمار آليات الإعلام والتواصل في تعزيز الديمقراطية التشاركية وضمان تكاملها مع الديموقراطية التمثيلية، فإن هذه المجلة ستكون أيضا منصة لنقل مختلف الآراء والتصورات والمقاربات، وإبراز المساهمات القيمة للسيدات والسادة المستشارين وسعيهم، بكل الوسائل الدستورية المتاحة، إلى إثراء المنظومة التشريعية الوطنية وتجويدها، وتطوير رقابة برلمانية فاعلة على أعمال الحكومة، والمشاركة في صياغة السياسات العمومية وتتبع تنفيذها وتقييمها، وكذا دعم المجهود الديبوماسي الرسمي برافعة برلمانية صلبة للدفاع عن القضايا الحيوية لبلادنا، وذلك بما يعزز الشفافية والتواصل الفعال بين المجلس والرأي العام.
ونعتقد أن المناخ العام بالمجلس، في الوقت الراهن، أصبح ملائما لإرساء أسس هذا المشروع العلمي، مما يحتم علينا توفير كل الشروط الضرورية لانطلاقة واعدة نحو ارتياد مدارج البحث العلمي في المادة البرلمانية وتحفيز الأطر الكفأة الذين تزخر بهم المؤسسة على الكتابة والخلق والإبداع، مع الانفتاح على الخبراء والأساتذة والمهتمين بالعمل البرلماني في شموليته، وكذا مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية الوطنية والدولية.
وأملنا أن تشكل هذه المجلة إضافة نوعية في المشهد الإعلامي الوطني وعلامة فارقة في مسار العمل البرلماني ببلادنا، وأن تسهم في تعزيز دور مجلس المستشارين كفاعل أساسي في البناء الديمقراطي والمؤسساتي لبلادنا.
محمد ولد الرشيد
رئيس مجلس المستشارين