المنتدى الدولي حول مستقبل البحر الأبيض المتوسط

مشاركة وفد برلماني مغربي في المنتدى الدولي حول مستقبل البحر الأبيض المتوسط

شارك وفد برلماني مغربي في أشغال المنتدى الدولي حول مستقبل البحر الأبيض المتوسط، المنظم في إطار الرئاسة الإسبانية الدورية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، وذلك خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 4 أبريل 2025 بمدينة غرناطة، إسبانيا.

ويضم الوفد المغربي السيد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب ونائب رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، إلى جانب السيد المستشار محمد زيدوح، رئيس لجنة تعزيز مستوى الحياة والتبادل بين المجتمعات المدنية والثقافية بالجمعية البرلمانية، والسيد المستشار عبد القادر الكيحل نائب رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط.

وتعد هذه المشاركة المغربية البارزة تأكيدا على التزام المملكة الراسخ بتعزيز التعاون الإقليمي والانخراط الفعال في مناقشة القضايا ذات الأولوية التي تؤثر على مستقبل البحر الأبيض المتوسط.

كما يتناول المنتدى مجموعة من القضايا الجوهرية التي تكتسي راهنية خاصة بالنسبة للمنطقة المتوسطية، من أهمها تحديات الهجرة في حوض المتوسط، وتداعيات التغيرات المناخية وسبل مواجهتها، وإدماج الشباب في سوق العمل ودعم ريادة الأعمال، إلى جانب تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

وقد شهد المنتدى افتتاحا رسميا من قبل العاهل الإسباني الملك فيليب السادس، حيث خص رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود المشاركة باستقبال ملكي، وأكد، في خطاب بالمناسبة، على أهمية تعزيز التعاون الدولي بين أعضاء الاتحاد من أجل المتوسط لمواجهة التحديات التي تفرضها ظاهرة الهجرة.

من جهتها، أشادت رئيسة مجلس النواب الإسباني، فرانشينا أرمينغول، في كلمتها الافتتاحية، بمستوى التعاون النموذجي القائم بين المغرب وإسبانيا في مجال تدبير تدفقات الهجرة، ولا سيما الهجرة الدائرية. واعتبرت أن الاتفاقيات الثنائية بين المملكتين تمثل نموذجا للشراكة الإقليمية ذات المنفعة المتبادلة، مشيرة إلى أن برنامج الهجرة الدائرية يمكن حوالي 15 ألف عاملة مغربية من العمل موسميا في إسبانيا كل سنة، قبل عودتهن إلى أرض الوطن.

كما شددت على أن هذا النموذج يعكس متانة علاقات التعاون بين البلدين، مبرزة أن تناول موضوع الهجرة خلال هذا المنتدى يسلط الضوء على الأهمية الجيوستراتيجية للبحر الأبيض المتوسط، الذي يشكلحلقة وصل بين ثلاث قارات: إفريقيا، أوروبا وآسيا.

هذا وقد تميزت الفعالية بمشاركة رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود في مبادرة رمزية تحت عنوان "حديقة السلام: شجرة الزيتون رمز عالمي للسلام"، حيث قام المشاركون بغرس أشجار زيتون مستقدمة من بلدانهم في باحة قصر شارل الخامس بغرناطة، تعبيرا عن التزامهم المشترك بنشر قيم السلم والتعايش في المنطقة.

المشاركون تناولوا خلال فترة انعقاد المنتدى مختلف الجوانب المرتبطة بالمواضيع المطروحة، مشددين على ضرورة تعزيز الحوار والتكامل في ضوء التحديات الإقليمية المتنامية، مؤكدين أن معالجتها تتطلب استجابات جماعية وشراكات أكثر فاعلية، من خلال تعزيز التعاون متعدد الأطراف والشراكات والسياسات والمؤسسات الإقليمية في منطقة المتوسط، لتوطيد الاستقرار، وتعزيز الحوار، واحترام النظام الدولي، وتحقيق تنمية سياسية، اقتصادية اجتماعية شاملة ومستدامة.

كما نوهوا بتدشين الاتحاد الأوروبي تزامنا مع الذكرى الثلاثين لانطلاق مسلسل برشلونة لإدارة معنية بمنطقة المتوسط، وهي خطوة تم اعتبارها مبادرة إقليمية رائدة نابعة من الأمل بتحقيق السلام المشترك.

يذكر أن الجمعية البرلمانية، تضم 43 دولة من ضفتي المتوسط، وتعد منتدى لتعزيز الحوار والتعاون في متعدد الأطراف في المنطقة.

تعمل الجمعية من خلال لجان دائمة ومجموعات عمل تركز على مجالات الشؤون السياسية والأمنية وحقوق الإنسان، الشؤون الاقتصادية والمالية والاجتماعية والتعليم، تعزيز جودة الحياة والتبادل بين المجتمعات المدنية والثقافة، الطاقة والبيئة والمياه، وحقوق المرأة في البلدان الأورومتوسطية، وتجتمع في جلسة عامة مرة واحدة على الأقل سنويا.