
وفد عن مجلس المستشارين يشارك في أشغال المؤتمر العالمي الرابع للقانون المجتمعي بالعاصمة ليما
في إطار توطيد علاقات الشراكة والتعاون بين مجلس المستشارين بالمملكة المغربية والبرلمان الأنديني، شارك وفد برلماني مغربي ، ترأسه السيد عبد القادر سلامة، النائب الأول لرئيس المجلس، في أشغال المؤتمر العالمي الرابع للقانون المجتمعي، الذي احتضنته العاصمة البيروفية ليما، يوم أمس 30 يوليوز 2025، تحت شعار":التحديات المستقبلية للاندماج العالمي".
وقد شكّل هذا المؤتمر الدولي محطة متميزة للتفكير الجماعي والتبادل المثمر، امتزجت فيها الأبعاد الأكاديمية والسياسية والاقتصادية والإنسانية، في سياق مقاربة شاملة لقضايا التكامل والاندماج على المستويين الإقليمي والدولي، حيث ضم الوفد البرلماني المغربي، إلى جانب النائب الأول لرئيس مجلس المستشارين، وممثله لدى البرلمان الأنديني، السيد عبد القادر سلامة، كلا من المستشار مصطفى مشارك، أمين مجلس المستشارين، والمستشار أحمد الخريف، ممثل المجلس لدى برلمان أمريكا الوسطى، وحسن أزرقان رئيس قسم العلاقات الخارجية.
وقد ألقى السيد عبد القادر سلامة، بهذه المناسبة، كلمة باسم مجلس المستشارين، استعرض فيها أبرز ملامح الرؤية الاستراتيجية للمملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، فيما يتعلق بتعزيز الاندماج بالقارة الافريقية والعالم العربي، في إطار علاقات التعاون جنوب–جنوب، باعتباره خيارًا هيكليًا ومقاربة عملية، ترتكز على مبادئ التضامن، والتنمية المشتركة، واحترام السيادة، والانفتاح على شراكات متعددة الأبعاد.
وتوقف السيد النائب الأول لرئيس مجلس المستشارين في مداخلته عند محورين رئيسيين، مرتبطين بلاندماج الإفريقي للمملكة المغربية، والمحور الثاني المتعلق بالعلاقات المغربية–العربية، ومع دول مجلس التعاون الخليجي نموذجا.
حيث أبرز دينامية العودة القوية والمسؤولة إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، والانخراط الفعلي للمغرب في مشاريع استراتيجية كبرى، من أبرزها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب، والمبادرة الأطلسية التي تروم تمكين الدول الإفريقية غير الساحلية من ولوج الواجهة البحرية، إضافة إلى تعزيز الحضور المغربي على المستويات الثقافية والمالية والعلمية داخل القارة، مؤكدا أن العلاقات مع الدول العربية كذلك تمثل أحد ركائز السياسة الخارجية المغربية، وتقوم على أسس راسخة تشمل الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتضامن والتنسيق الاستراتيجي في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا السياق أكد السيد عبد القادر سلامة أن المغرب، من خلال موقعه الجغرافي، وتاريخه الحضاري، وخياراته الاستراتيجية، يؤمن بأن مستقبله مرتبط بعمقه الإفريقي، ومجاله العربي، لكنه لا يكتفي بالإيمان، بل يترجم ذلك إلى أفعال بمشاريع ملموسة، واتفاقيات قائمة، وتعاون فعّال، واستثمار في الإنسان والبنية التحتية والمشاريع العابرة للحدود.
ومن خلال استعراض هذه المرتكزات والمرجعيات، أكد النائب الأول لرئيس مجلس المستشارين، أن النموذج المغربي في الاندماج الإقليمي يمكن أن يشكل مصدر إلهام لبقية الدول الساعية إلى بناء منظومات تعاون قائمة على النفع المشترك، والاحترام المتبادل، وتكامل السيادة لا تناقضها، باعتبارها تجربة غنية بالدروس تبرهن على أن الإرادة السياسية حين تقترن بالرؤية الواضحة قادرة على تحويل الجغرافيا إلى جسر للاتقاء، لا حاجزا للتفرقة، وقادرة على أن تجعل من الانتماء المشترك منطلقا لبناء مستقبل مشترك.
وتندرج هذه المشاركة في إطار الانخراط المتواصل لمجلس المستشارين في مسار تعزيز الدبلوماسية البرلمانية متعددة الأبعاد، بما يسهم في ترسيخ إشعاع المملكة المغربية، ويدعم حضورها المؤسسي في الفضاء الأنديني وأمريكا اللاتينية، كشريك موثوق ومبادر.